هل تسمح لي بالقضاء عليك؟ - افعل ما بوسعك. - لماذا تستخدمين كل هذه الطبقات المعقدة؟ - سوف أستخدم مواد مساعدة للقضاء عليك. - وأنا كذلك. هذا هو الحوار الذي تخيله العالم ''هاييس'' بين الخلايا البكتيرية بعد دراسة قام بها مع طلابه على الخلايا وأخذ يرقبها ليكتشف كيف تتواصل مع بعضها، حيث وجد أن هناك مواد تخرج من البكتيريا لتلامس أخرى، ويبدأون حوارا يتبادلون فيه المعلومات فإما أن تتكاثر تلك الخلايا أو يقضى عليها حسب نوع المواد، وفي دراسته وجد أن هناك نظام وقف الخلايا بالاتصال CDI يمثل وسيلة الاتصال عند ملامسته لخلية أخرى ويوقف نموها شرط وجود مادة معينة تكون ككلمة السر أو بطاقة التعريف التي يجب أن تستخدمها للدخول إلى مكان معين، ودهشوا من هذا الاكتشاف الذي لا بد فيه من أن تأخذ إذنا من البكتيريا قبل القضاء عليها. ويقول ''هاييس'' إن هذا الاكتشاف يمكن أن ينطبق على أغلب الخلايا البكتيرية الممرضة من بكتيريا التهاب السحايا إلى الطاعون، وكذلك في حالة أمراض النباتات البكتيرية، حيث تنتقل المعلومات بالملامسة، لذا يأمل الباحثون على أن تعمل هذه الدراسة على تطوير الحوار بين خلايا البكتيريا النافعة لتتكاثر أو وقف حوار الضارة منها للقضاء عليها والاستغناء عن المضادات الحيوية. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل سبق أن اكتشف العلماء أن البكتيريا تملك أربع حواس من أصل خمس لدى الإنسان والحاسة الوحيدة التي لم يثبت وجودها لديها هي السمع (من يدري لعلها تسمعنا في المستقبل بعد أن نفهم لغة الخلايا فنتحاور معها لوقف حربها ضدنا أو لزيادة دفاعات أجسامنا ضدها). ورغم أن البكتيريا سبب العديد من الروائح على وجه الأرض إلا أن العلماء اكتشفوا أن لها أنوفا تستطيع بواسطتها أن تشم الروائح مثل رائحة الأمونيا، فبمجرد أن تشم رائحة غريبة تهدد حياتها تتجمع على شكل مستعمرات مكونة غشاء حيويا لطرد المعتدين، وهذه المستعمرات هي السبب الرئيس في العدوى البكتيرية للزراعات الطبية داخل جسم الإنسان مثل صمامات القلب وحشوات الصدر والأرداف. وحاسة شمها هذه تسببت في خسائر بالملايين للملاحة البحرية نتيجة تعطيل مستعمراتها العائمة (التي كونتها للدفاع عن نفسها بعد شمها لزيوت النفط) لحركة السفن وزيادة استهلاك الوقود، ومن جهة أخرى يمكن استغلال هذه المستعمرات في الحد من انتشار بقع الزيت في البحار. ليس هذا فقط، بل من المدهش اكتشاف العلماء للغة حوار بين خلايا البكتيريا الحية والبوليمرات الصناعية التي وضعت على سطح حويصلات لدراسة إمكانية نفاد البكتيريا من خلالها، حيث لوحظ تغير استجابة البكتيريا تبعا لنوع البوليمر والروابط بينها، وهذا يفيدنا في فهم لغة الخلايا الحية والتي تمكنها من التعرف على الخلايا والتفريق بين الأنسجة وتحديد الخلايا الذاتية من الغزاة ومن ثم صناعة أدوية تصل إلى العضو المصاب مباشرة دون أن تؤثر في باقي الجسم. إن الكعبة المشرفة هي أول بيت وضع في هذه الأرض، وأول من نال شرف بنائها الملائكة والأنبياء، فقد حج إليها الأنبياء، وطافت بها الملائكة، ولشرفها لا تُستقبل عند قضاء الحاجة، ويستقبلها من أراد الصلاة والدعاء، أو الذبح ودفن الميت، وقد شارك النبي محمد صلى الله عليه وسلم في بنائها، وهي بيت الله الحرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، الحج إليها شريعة ربانية بدأت ببداية الكون، وسيبقى إلى أن يفنى الوجود ويبقى الواحد المعبود، وهو ركن من أركان الإسلام تهفو إليه القلوب المسلمة، وتلبي له الأفئدة المؤمنة الموحدة على اختلاف أجناسها، وتعدد ألوانها واختلاف قبائلها وأنسابها، قائلة: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك: لبيك قد لبيت لك لبيك إن الحمـــد لك والملك لا شريك لك ما خـاب عبد ســألك أنت له حيث سـلك لولاك يارب هـــلك لبيك إن الحـمد لك والملك لا شـريك لك انظر إلى الحجيج وهم يتوافدون لبيت الله الحرام من جديد، وقلوبهم يتسارع وجِيفُها كلّما استلموا الرّكن اليماني أو قبّلوا الحجر الأسود أو صلّوا عند المقام المحمود، وتذرف أعينهم الدموع مع سماع كل أذان جديد وتلهج ألسنتهم بالشكر لله لزيارة بيته الحرام، حيث موعدهم مع المغفرة إذْ أنابوا إلى ربِّهم، واستجابوا لنداء الخليلِ إبراهيمَ حين أذَّن بأمر ربِّه في الناس بالحج، فانطلقوا من ديارهم، وتخلصوا من عوائقهم وعلائقهم وأسلموا وجوههم إلى الله وحده مستجيبة لذلك النداء الذي أذّن به أبونا إبراهيم عليه السلام فجاءت قوافل المؤمنين من كل فج عميق ليطوفوا بالبيت العتيق (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)، استجابوا للدعوة التي آثرهم الله بها، وألقاها إلى قلوبهم وأفئدتهم، فتحركوا شوقًا ومحبةً، وانبعثوا من كل حدب وصوب يركبون البر والبحر والجو مكبرين مهللين ملبّين قائلين: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك: تراهم على الأنضاد شُعثاً رؤوسهم وغُبراً وهـم فيهـا أسـرُّ وأنعــم وقد فارقوا الأوطان والأهل رغبـة ولـم يُثْنهـم لذَّاتـهـم والتنـعُّـم يسيرون مـن أقطارهـا وفجاجِهـا رجـالاً وركبـانـاً ولله أسلموا ولما رأتْ أبصارُهـم بيتـه الـذي قلوبُ الورى شوقـاً إليـه تضـرَّمُ كأنهـم لـم يَنْصَبـوا قـطُّ قبله لأنّ شقاهـم قـد تَرَحَّـلَ عنهـمُ تهفو النفوس في تلك الرحلة المباركة إلى المشاعر المقدسة، وعلى جبل عرفات تنساب إلى قلوبهم مشاعر الفيوضات الربّانية والفتوحات الإيمانية، فتقشعر أبدانهم لهيبة الموقف وجلاله، وكلٌ مشغوف للقاء ربه، فالطائع يطمع في القربى والزيادة، والمذنب يرجو المغفرة وقبول الإنابة. في تلك الأيام القلائل يقضي الحجاج عبادة من أعظم العبادات، وقربة من أعظم القربات، فتهل دموع التوبة في صعيد عرفات على الوجنات، خجلاً من الهفوات والعثرات، وتضج بالافتقار إلى الله كل الأصوات بجميع اللغات، في رحلة من أروع الرحلات، وسياحة من أجمل السياحات، فإذا انتهى منها الحجاج عادوا فرحين بما آتاهم الله من فضله: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ). رفعوا الأكُفَّ وأرسلوا الدعواتِ وتجـرَّدوا للـه في عرفاتِ شعثًا تُجِلِّلُهُم سحائبُ رحمـةٍ غُبْرًا يفيضُ النور في القَسَماتِ في يوم عرفة يتجلّى للرائي أنقى وأتقى موكب نوراني يرتج في الأرجاء بدعاء الأوّابين، وتدوي الأودية بنغمات الموحِّدين وآهات المتأوهين، وذلك أن الحج عبادة عظيمة الأجر والثواب يمحو الله تعالى بها الخطيئات ويهدم ما قبلها من السيئات ويرفع بها الدرجات، فينبغي للمسلم أن يحرص على أدائها بالكيفية التي شرعها الله تعالى (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) وكما أدّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: «خذوا عني مناسككم» فالحج تشريف من الله لعبده الذي ارتضاه لأداء تلك الفريضة العظيمة المباركة فهو محط ّمعان وفضائل يجب استشعارها، والوقوف عندها لينجح العبد في مقصده، ويصل إلى مطلبه من المغفرة والرضوان، والفوز بالظفر من الدّيان فيطير فرحاً بما حباه الله من فضله، ويقدّر النعمة التي أنعم الله بها عليه وخصّه بها دون كثير من خلقه. فالحج فيه إخلاص العمل وقصد الكريم، والتزود من الحلال، والبعد عن الجدال، وبذل الحقوق، وترك الفسوق، والترفع عن العبث، وهجر الرفث، ولزوم الأدب وحُسن الخلق، وتلمّس السُّنة، والحذر من البدعة، واللّهجُ بالدعاء، والإلحاح في الرجاء، وكثرة الذكر، والتدبر للقرآن والإقامة للصلاة، ورد المظالم، وبذل المكارم، وأداء الأمانات، والتوبة من الذنب والندم على المعصية والبكاء على الخطايا والعزم على الإقلاع؛ فما يُغني الاغتسال والطُّيوب مع الانغماس في الذُّنوب، ولا تتساوى النّية في الإحرام، بالهمة في التهام الطعام، ولا تغني لبسة الإحرام، عن المتلبس بالحرام، ولا ينفع الاضطباع بالإزار، مع الاضطلاع بالأوْزار، ولا يجدي التّقرب بالحلق، مع التّقلّب في ظلم الخلق، ولا يغني التّنسّك بالحلق والتّقصير مع التمسك بالفِسْق والتّكفير، ولا يسعد بعرفة الله غير أهل المعرفة بالله، ولا يزكو بالخيف، من يرغب في الحيف، ولا يشهد المقام، إلا من استقام، ولا يحظى بقَبول الحُجة، من زاغ عن المحَجَّة، فرحم الله امرأ صفا قبل مسعاه إلى الصفا، وخلع تلبيسَه قبل خلع ملبُوسه، وفاض بمعروفه قبل الإفاضة من تعريفه ثم رفع عقيرته بصوت أسمع الصمّ وكاد يزعزع الجبال الشّم، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك: إليـك إلهـي قـد أتيـت مُلَبيـا فبـارك إلهـي حجتـي ودعائـيـا كفانـي فخـراً أننـي لـك عابـد فيا فرحتي إن صرت عبـداً مواليـا إلهـي فأنـت الله لا شـيء مثلـه فأنعم فـؤادي حكمـة ومعانـيـا أتيت بلا زاد، وجـودك مطعمـي وما خاب من يهفو لجودك ساعيـا إليك إلهي قـد حضـرت مؤمـلا خلاص فؤادي مـن ذنوبـي ملبيـا سبحان الذي في السماء عرشه ، سبحان الذي في الأرض حكمه ، سبحان الذي في القبر قضائه ، سبحان الذي في البحر سبيله ،سبحان الذي في النار سلطانه ،سبحان الذي في الجنة رحمته ، سبحان الذي في القيامة عدله الشَّمْسُ وَالْبَدْرُ مِنْ آيَاتِ قُدْرَتِهِ ***وَالْبَرُّ وَالْبَحْرُ فَيْضٌ مِنْ عَطَايَاهُ الطَّيْرُ سَبَّحَهُ وَالْوَحْشُ مَجَّدَهُ *** وَالْمَوْجُ كَبَّرَهُ وَالْحُوتُ نَاجَاهُ وَالنَّمْلُ تَحْتَ الصُّخُورِ الصُّمِّ قَدَّسَهُ *** وَالنَّحْلُ يَهْتِفُ حَمْدًا فِي خَلايَاهُ وَالنَّاسُ يَعْصُونَهُ جَهْرًا فَيَسْتُرُهُمْ *** وَالْعَبْدُ يَنْسَى وَرَبِّي لَيْسَ يَنْسَاهُ والصلاة والسلام على حبيبنا محمد عبده ورسوله ، اذا سار سار النور معه , وإذا نام فيح الطيب مضجعه , وإذا تكلم كانت الحكمة مرفعة , هو المختار في البرايا وهو البشير والنذير , عليه من المهيمن كل وقت صلاة دائماً فيها القبول . حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على كثرة التسبيح والتهليل والتكبير ففي صحيح مسلم عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أَحَبَّ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، لا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ) نعم انه التسبيح الذي يحبه الرحمن ,ثقيل في الميزان ,سبب للغفران. التسبيح ليس خاص بالمسلمين من الانام فحسب بل يتعداه لجميع مخلوقات الكون قال تعالى (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً ) [الإسراء 44] كلمة لا اله إلا الله لا يثقلها شيء يوم القيامة فهي من الباقيات الصالحات التي ينفع الله بها العبد يوم القيامة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "خُذُوا جُنَّتَكُمْ" قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمِنْ عَدُوٍّ حَضَرَ؟ فَقَالَ: "خُذُوا جُنَّتَكُمْ مِنَ النَّارِ، قُولُوا: سُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلَهَ إِلا الله وَالله أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ فَإِنَّهُنَّ يَأْتِينَ يَوْمَ القِيَامَةَ مُسْتَقْدِمَاتٍ وَمُسْتَأْخِرَاتٍ وَمُنجيَاتٍ وَهُنَّ البَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ". أخرجه النسائي فالتسبيح من أفضل القربات، وهو من الذكر الذي حث عليه النبي -عليه الصلاة والسلام-، وقد حث عليه كتاب الله، يقول الله -جل وعلا- في كتابه العظيم: (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) (17) سورة الروم . ويقول -جل وعلا-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا*وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) (41-42) سورة الأحزاب فيجب عليك ايها المسلم ان يكون لك ورد يومي يتضمن الاذكار الواردة عن حبيبنا وان يلهج لسانك بالذكر والدعاء والتسبيح والتهليل فهذا من اسهل العبادات وأقربها الى الله ....... سبحانك اللهم لا اله إلا انت استغفرك وأتوب اليك اعداد : العنود هزاع العنزي جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية هوأبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي القرشي و هو أحد أبرز أئمّة أهل السنة والجماعة عبر التاريخ، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلاميّ، عرف بالحكمة والبلاغة والأشعار التى تهدف إلى توضيح العبر فى الأمور الدنويه ومنها "نعيب زماننا والعيب فينا ... وما لزمانا عيب سوانا"...
ومن أشهر أقواله وحكمه وتعتبر من كنوز المقولات والعبر : هذه هي الدنيا تموت الأسد في الغابات جوعا ... ولحم الضأن تأكله الكــلاب وعبد قد ينام على حريـــر ... وذو نسب مفارشه التــراب دعوة إلى التنقل والترحال ما في المقام لذي عـقـل وذي أدب ... من راحة فدع الأوطان واغتـرب سافر تجد عوضـا عمن تفارقــه ... وانْصَبْ فإن لذيذ العيش في النَّصب إني رأيت ركـود الـماء يفســده ... إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب والأسد لولا فراق الغاب ما افترست ... والسهم لولا فراق القوس لم يصب والشمس لو وقفت في الفلك دائمة ... لملَّها الناس من عجم ومن عـرب والتِّبرُ كالتُّـرب مُلقى في أماكنـه ... والعود في أرضه نوع من الحطب فإن تغرّب هـذا عـَزّ مطلبـــه ... وإن تغرب ذاك عـزّ كالذهــب الضرب في الأرض سأضرب في طول البلاد وعرضها ... أنال مرادي أو أموت غريبـا فإن تلفت نفسي فلله درهــــا ... وإن سلمت كان الرجوع قريبا آداب التعلم اصبر على مـر الجفـا من معلم ... فإن رسوب العلم في نفراته ومن لم يذق مر التعلم ساعــة ... تجرع ذل الجهل طول حياته ومن فاته التعليم وقت شبابــه ... فكبر عليه أربعا لوفاتــه وذات الفتى والله بالعلم والتقى ... إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته متى يكون السكوت من ذهب إذا نطق السفيه فلا تجبه ... فخير من إجابته السكوت فإن كلمته فـرّجت عنـه ... وإن خليته كـمدا يمـوت عدو يتمنى الموت للشافعي تمنى رجال أن أموت ، وإن أمت ... فتلك سبيـل لـست فيها بأوحــد وما موت من قد مات قبلي بضائر ... ولا عيش من قد عاش بعدي بمخلد لعل الذي يرجـو فنـائي ويدّعي ... به قبل موتـي أن يكون هو الردى لا تيأسن من لطف ربك إن كنت تغدو في الذنـوب جليـدا ... وتخاف في يوم المعاد وعيـدا فلقـد أتاك من المهيمـن عـفـوه ... وأفاض من نعم عليك مزيـدا لا تيأسن من لطف ربك في الحشا ... في بطن أمك مضغة ووليـدا لو شــاء أن تصلى جهنم خالـدا ... ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيــدا الصديق الصدوق إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا ... فدعه ولا تكثر عليه التأسفا ففي الناس أبدال وفي الترك راحة ... وفي القلب صبر للحبيب وإن جفا فما كل من تهواه يهواك قلبه ... ولا كل من صافيته لك قد صفا إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة ... فلا خير في ود يجيء تكلفا ولا خير في خل يخون خليله ... ويلقاه من بعد المودة بالجفا وينكر عيشا قد تقادم عهده ... ويظهر سرا كان بالأمس قد خفا سلام على الدنيا إذا لم يكن بها ... صديق صدوق صادق الوعد منصفا التوكل على الله توكلت في رزقي على الله خـالقي ... وأيقنـت أن الله لا شك رازقي وما يك من رزقي فليـس يفوتني ... ولو كان في قاع البحار العوامق سيأتي بـه الله العظـيم بفضلـه ... ولو، لم يكن من اللسـان بناطق ففي اي شيء تذهب النفس حسرة ... وقد قسم الرحـمن رزق الخلائق لمن نعطي رأينا ولا تعطين الرأي من لا يريده ... فلا أنت محمود ولا الرأي نافعه كتمان الأسرار إذا المـرء أفشـى سـره بلسانـه ولام عليـه غيـره فهـو أحمـق إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذي يستودع السر أضيـق لما عفوت ولم أحقد على أحدٍ أرحت نفسي من هم العداوات إني أحيي عدوي عند رؤيتـه أدفع الشر عنـي بالتحيـات وأظهر البشر للإنسان أبغضه كما أن قد حشى قلبي محبات الناس داء ودواء الناس قربهم وفي اعتزالهم قطع المـودات الإعراض عن الجاهل أعرض عن الجاهل السفيه فكل مـا قـال فهـو فيـه ما ضر بحر الفرات يومـاً إن خاض بعض الكلاب فيه السكوت سلامة قالوا اسكت وقد خوصمت قلت لهم إن الجـواب لبـاب الشـر مفتـاح والصمت عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرف وفيه أيضاً لصون العرض إصـلاح أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ؟ والكلب يخسى لعمري وهـو نبـاح كم هي الدنيا رخيصــة .. قال الإمام الشافعي يا من يعانق دنيا لا بقاء لها ..... يمسي ويصبح في دنياه سافرا هلا تركت لذي الدنيا معانقة ..... حتى تعانق في الفردوس أبكارا إن كنت تبغي جنان الخلد تسكنها ..... فينبغي لك أن لا تأمن النارا وفي مخاطبــة السفيــه قال يخاطبني السفيه بكل قبح ..... فأكره أن أكون له مجيبا يزيد سفاهة فأزيد حلما ..... كعود زاده الإحراق طيبا الحكمة دع الأيام تفعل ما تشاء ..... وطب نفسا إذا حكم القضاء ولا تجزع لحادثة الليالي ..... فما لحوادث الدنيا بقاء وكن رجلا على الأهوال جلدا ..... وشيمتك السماحة والوفاء وإن كثرت عيوبك في البرايا ..... وسرك أن يكون لها غطاء تستر بالسخاء فكل عيب ..... يغطيه كما قيل السخاء ولا تر للأعادي قط ذلا ..... فإن شماتة الأعدا بلاء ولا ترج السماحة من بخيل ..... فما في النار للظمآن ماء ورزقك ليس ينقصه التأني ..... وليس يزيد في الرزق العناء ولا حزن يدوم ولا سرور ..... ولا بؤس عليك ولا رخاء إذا ما كنت ذا قلب قنوع ..... فأنت ومالك الدنيا سواء ومن نزلت بساحته المنايا ..... فلا أرض تقيه ولا سماء وأرض الله واسعة ولكن ..... إذا نزل القضا ضاق الفضاء دع الأيام تغدر كل حين ..... فما يغني عن الموت الدواء إن المحب لمن يحب مطيـع تعصي الإله وأنت تظهر حبه ... هذا محال في القياس بديـع لو كان حبك صادقا لأطعتـه ... إن المحب لمن يحب مطيـع في كل يوم يبتديك بنعمــة ... منه وأنت لشكر ذلك مضيع أبواب الملوك إن الملوك بـلاء حيثما حـلـوا ... فلا يكن لك في أبوأبهم ظــل ماذا تؤمل من قوم إذا غضبـوا ... جاروا عليك وإن أرضيتهم ملوا فاستعن بالله عن أبوأبهم كرمـا ... إن الوقوف على أبوابهــم ذل فــرجـــت ولرب نازلة يضيق لها الفتى ..... ذرعا وعند الله منها المخرج ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ..... فرجت وكنت أظنها لا تفرج مناجياً رب العالمين قلبي برحمتك اللهم ذو أنس ..... في السر والجهر والإصباح والغلس ما تقلبت من نومي وفي سنتي ..... إلا وذكرك بين النفس والنفس لقد مننت على قلبي بمعرفة ..... بأنك الله ذو الآلاء والقدس وقد أتيت ذنوبا أنت تعلمها ..... ولم تكن فاضحي فيها بفعل مسي فامنن علي بذكر الصالحين ولا ..... تجعل علي إذا في الدين من لبس وكن معي طول دنياي وآخرتي ..... ويوم حشري بما أنزلت في عبس دعوة إلى التعلم تعلم فليس المرء يولد عالـمــا ... وليس أخو علم كمن هو جاهـل وإن كبير القوم لا علم عـنـده ... صغير إذا التفت عليه الجحافل وإن صغير القوم إن كان عالما ... كبير إذا ردت إليه المحـافـل إدراك الحكمة ونيل العلم لا يدرك الحكمة من عمره ... يكدح في مصلحة الأهـل ولا ينــال العلم إلا فتى ... خال من الأفكار والشغـل لو أن لقمان الحكيم الذي ... سارت به الركبان بالفضل بُلي بفقر وعـيـال لمـا ... فرق بين التبن والبقــل الدعاء أتهزأ بالدعــاء وتزدريــه *** وما تدري بما صنع القضــاء سهــام الليل لا تخطــي *** لها أمد ، وللأمــد ، انقضـاء العلم رفيق نافع علمي معي حـيثمــا يممت ينفعني ... قلبي وعاء لـه لا بطــن صـنـدوق إن كنت في البيت كان العلم فيه معي ... أو كنت في السوق كان العلم في السوق تول أمورك بنفسك ما حك جلدك مثل ظفرك ... فتـول أنت جميع أمرك وإذا قصدت لحـاجــة ... فاقصد لمعترف بفضلك فتنة عظيمة فســاد كبيـر عالم متهتك ... وأكبر منه جـاهل متنسك هما فتنة في العالمين عظيمة ... لمن بهما في دينه يتمسك العيب فينا نعيب زماننا والعيب فينا ... وما لزمانا عيب سوانا ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ... ولو نطق الزمان لنا هجانا وليس الذئب يأكل لحم ذئب ... ويأكل بعضنا بعضا عيانا يا واعظ الناس عما أنت فاعله يا واعظ الناس عما أنت فاعله ... يا من يعد عليه العمر بالنفس احفظ لشيبك من عيب يدنسه ... إن البياض قليل الحمل للدنس كحامل لثياب الناس يغسلها ... وثوبه غارق في الرجس والنجس تبغي النجاة ولم تسلك طريقتها ...إن السفينة لا تجري على اليبس ركوبك النعش ينسيك الركوب على ... ما كنت تركب من بغل و من فرس يوم القيامة لا مال ولا ولد ... وضمة القبر تنسي ليلة العرس حسن الخلق إذا سبنـي نـذل تزايـدت رفعـة وما العيب إلا أن أكـون مساببـه ولو لم تكن نفسـي علـى عزيـزة مكنتهـا مـن كـل نـذل تحاربـه من روائع الإمام الشافعي ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي ***** جعلت الرجا منى لعفوك سلما تعاظمنى ذنبي فلما قرنتــــــــه ***** بعفوك ربي كان عفوك اعظما فما زلت ذا عفوعن الذنب لم تزل**** تجود وتعفو منة وتكرمــــــــا فلولاك لمايصمد لابليس عابـــد **** فكيف وقد اغوى صفيك ادمــا فلله در العارف النــــــــدب انه ***** تفيض لفرط الوجد اجفانــه دما يقيم اذا ما الليل مـــد ظلامـــــه ***** على نفسه من شدة الخوف مأتما فصيحا اذا ماكان في ذكر ربــه ***** وفي ماسواه في الورى كان اعجما ويذكر اياما مضت من شبابــــه ***** وماكان فيها بالجهالة اجرمـــــا قصار قرين الهم طول نهـــاره ***** اخا الشهد والنجوى اذا الليل اظلما يقول حبيبي انت سؤلى وبغيتى *****كفى بك للراجين سؤلا ومغنما الست الذي غذيتنى وهديتنــــى ***** ولازلت منانـا على ومنعــــــما عسى من له الاحسان يغفر زلتى ***** ويستر اوزارى وما قد تقدمــــا إذَا رُمْتَ أَنْ تَحيَا سليمًا مِنَ الرَّدَى وَدِينـُكَ مَوفُورٌ وَعِرْضُكَ صيّنُ فَلا يَنطِقَن مِنْكَ اللســان بِسَوءةٍ فَــكلكَ سَوْءَاتٌ وللنَّاسِ أَلْسُنُ وَعَيْنَاكَ إِنْ أَبْدَتْ إِلَيْكَ مَعَـايبًــا فَدَعْهَا، وَقُلْ يَا عَيْنُ للنَّاسِ أَعْيُنُ وَعَاشِرْ بِمَعْرُوفٍ وَسَامِحْ مَنِ اعْتَدَى وَدَافِـعْ وَلَكِنْ بِالَّتِي هِيَ أحْـسَنُ الدَّهْرُ يَـومَانِ ذَا أمْنٍ وذَا خَطَرٍ والعيشُ عيشانِ ذا صفو وذا كدرُ أَمَا تَرَى البحرَ تَعلُو فوقه جِيَفٌ وتَسْتَقِرُّ بأقْصَى قـــاعِهِ الدُّرَرُُ وفِـي السَّمَاءِ نجومٌ لا عدادَ لَهَا وليس يُكسَفُ إلا الشمس والقـمر من روائع الإمام الشافعي أحب من الإخوان كل مـُوَاتـي وكل غضيض الطرف عن عثراتي يوافقني في كـل أمــر أريـــده ويحفــظني حيـًّّـا وبـــعــد ممـاتـــي فمن لي بهذا؟ ليت أني أصبته لقاســمته مالــــــي من الحســنــات تصفحت إخواني فكان أقلهم على كــــثرة الإخوان أهلُ ثـِقاتــــي من روائع الإمام الشافعي إن الطبـيب بِطبه وَدَوائـِــــه لا يستطيع د ِفـَاع مقــدُور ِ القـضى ما للطبيب يموت بالداء الذي قد كان يـبرىء مثــله فيمــــا مضـى هلك المُدَاوِي والمُدَاوََى والذي جَلـَبَ الدّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ َّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّواءَ وَباعهُ وَمن ِ اشــــتـَرى الله حسبي أنت حسبي وفيك للقلب حسب*** وبحسبي إن صح لي فيك حسب لا أبالي متى ودادك لي صـح *** من الدهر ما تعرض لي خطـب قلة الإخوان عند الشدائد ولما اتيت الناس اطلـب عندهـم *****أخـا ثقـةٍ عنـد أبتـداء الشدائـد تقلبت في دهـري رخـاء وشـدة*****وناديت في الأحياء هل من مساعد؟ فلم أر فيما ساءني غيـر شامـتٍ***** ولم أر فيما سرنـي غيـر جامـد مساءة الظن لا يكـن ظـنـك إلا سيـئـاً ****إن الظن مـن أقـوى الفطـن ما رمى الإنسان في مخمصةٍ****غير حسن الظن والقول الحسن دخل المزني على الإمام الشافعي في مرضه الذي توفي فيه فقال له :كيف أصبحت يا أبا عبدالله ؟! فقال الشافعي : أصبحت من الدنيا راحلا, و للإخوان مفارقا , و لسوء عملي ملاقيا , ولكأس المنية شاربا , و على الله واردا , و لا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها , أم إلى النار فأعزيها ثم أنشأ يقول : و لما قسـا قلبي و ضاقـت مذاهبي جـعـلت رجـائي نحـو عفـوك سلـما تعاظـمــني ذنبــي فلـمــا قرنتــه بعـفــوك ربـي كـان عفوك أعظـما فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل تجــود و تعـفـــو منــة و تكــرمـا |
رجاء
نرجو من كل الزوار التحفظ في التعليقات الأرشيفالفئات
All دينية طب كوب من بحر الإمام الشافعي |